شتات المرايا بقلم الشاعر محمد سميح عوض
#شتــــات_المــرايــــا
نظرتُ في المرآةِ .. فلم أجدني
تعجبتُ من هذا الذي يرمِقُني ..!
أيُشبهني .. ؟
أم يُشبهُ وجهاً لأنيني .. ؟؟
مالي ولا قوة لي
بمرآةٍ تقولُ الصدقَ بلا ذنبٍ تُعريني
تفضحُ سراً يختبئ بشقوقِ وجهي ..
تُخبرُ ذاكَ المشدوه أمام لحظات الصمت
أنَّ العمر يمضي سريعاً
كالدم الذي كان يجري في شراييني ..!
أتجرعُ مرارةَ الرؤى ..
أضغاث في ربيع حلم عاري
أبحثُ عن سربالٍ يُغطيني
يحجبُ عن عظامي النخرة
أشعةَ شمسٍ تنعكسُ بمرآتي اللعينة
ولا تغيب إلا بصدريَ البالي .. !
آهٍ لو أستطيع الدخول لتلك المرآة
نتبادل الأدوار ..
أرى ما يدورُ خلف هذه الأسوار
أنتظرُ شخصاً ما يأتيني
لأخبره عمّا يجولُ في عينيه
وأكتفي بدور الحقيقة
أما أنا الآخر ..
سأتحررُ من قيودي وألملم عظامي
حيثُ لا مرايا تراني .. ولا أحدَ يراني
أبحثُ عن ظلي في شموسٍ أخرى
أمشي في دروب لا نهاية لها
حيثُ المجهول ..
فقد أجدُ ربيعاً يكسيني لحماً
أو أجدُ شتاءً يُهديني لحناً ..
لأرقصَ تحتَ المطر
حتى تذوبَ عظامي
وأصبحُ رماداً في مهب الريح
أضمحلُ كالهلال في محاقه
فلا أعودُ لأناي .. ولا أجدني ..!!